الطفل والأمنسلايد 1

أمن الأطفال..!!!

أمن الطفل جزء لا يتجزأ من أمن المجتمع فكلّما نشأ الأطفال في بيئة آمنة مستقرة كلّما أثّر ذلك على استقرار وأمن الأمة والعكس بالعكس لهذا تحرص الأمم على تنشئة أبنائها تنشئة سليمة بعيداً عن التسلّط والقمع والاضطهاد وقد ورد في الإعلان العالمي لحقوق الطفل الصادر عن الهيئة الأممية مواد ونصوص توجب إتاحة الاستمتاع بمزايا الأمن الاجتماعي للطفل وأن يكون له الحق في أن ينشأ وينمو في صحة وعافية وحتى يتحقق هذا الهدف يجب أن تُمنح له الرعاية والوقاية له ولأمه قبل ولادته وبعدها ويجب كذلك عدم فصل الطفل عن والديه في مستهل حياته إلا في حالات استثنائية وعلى المجتمع أن يكفل المعونة الكافية للأطفال المحرومين من رعاية الأسرة، اما في حالات الكوارث فيكون للطفل الأسبقية المطلقة في الحصول على الوقاية والإغاثة..!!

الطفل لا حيل له ولا قوة فمتى تم اضطهاده وقمعه فمن ذا الذي سيحميه وهو العاجز الصغير..؟؟ والأكثر ألماً حين نرى مصدر فقد الأمن يأتي من داخل الأسرة نفسها… وحين يكون الطفل هدفاً للمجرمين والمنحرفين فهنا تكمن المأساة وللأسف فقد يكون المجرمون من داخل منزل الطفل كالشغالات والمربيات والسائقين والخدم ومن في حكمهم.. وكثيراً ما نسمع عن حالات قتل أو تعذيب أو اغتصاب أو على الأقل تحرّش جنسي يقوم به هؤلاء الغرباء ضد أطفال أبرياء كلّ ذلك انتقاماً لمخدوميهم فيصبح أولئك المساكين ضحايا لأخطاء غيرهم..!! ولا يقتصر هذا الأمر في التأثير النفسي الآني بل قد يمتد إلى فترات طويلة في عُمر الإنسان وهو ما قد يؤثر سلباً في تشكيل شخصيته مستقبلا فتظهر الشخصيات العدوانية أو المنطوية أو حتى غير السوية بشكل عام كما أوضحت ذلك الكثير من الدراسات التي أجريت بهذا الشأن.

وقد يختل أمن الطفل داخل الأسرة بسبب الأساليب الخاطئة في عملية التنشئة الاجتماعية حين يميل الوالدان أو أحدهما إلى طفل دون آخر أو التفرقة في المعاملة بين الذكر والأنثى فيشعر الطفل بالظلم والاضطهاد وقد يؤثر ذلك أيضاً على شخصيته مستقبلا فينشأ متمرداً على القيم الأسرية والاجتماعية وكذلك في حالة سيطرة أحد الوالدين على عملية التنشئة ومحاولة فرض نمط مُعين على الحياة أو حين تتعارض أساليب الوالدين في التربية فقد يجد الطفل نفسه في حيرة وضياع إلى أيهما يميل ومن منهما يصدق…!! كل هذه الأمور لاشك بأن لها تأثيراً كبيراً على تشكيل شخصية الطفل وبالتالي تؤثر على أمنه.

ومن الأمور التي تؤثر على سلامة وأمن الأطفال إهمال الأسرة في مراقبة الطفل بشكل عام فكم سمعنا عن أطفال ماتوا غرقاً في خزانات المياه أو في دورات المياه أو تعرضوا لحوادث دهس بالسيارات لوجودهم خارج المنزل أو سقوطهم من أماكن مرتفعة أو تعرضهم للحرق أو الإصابات داخل المنزل وهذا كما أشرنا ناتج إما عن الجهل أو الإهمال..!!

يتبين في سياق الحديث أن للأسرة دوراً هاماً جداً في تحقيق أمن الطفل وعلى الوالدين والأهل مسؤولية جسيمة في هذا الأمر ولابد من مساءلتهم في حالة التقصير عن علم أو توعيتهم فيما يجب عليهم القيام به نحو أطفالهم حتى يتحقق الأمن للمجتمع من خلال أمن الأطفال،،

المصدر: جريدة الرياض

إغلاق