أدب الأطفال

تعديل سلوك الأطفال بدون عنف

قد لا يجد الأبوان وسيلة أخرى للتعامل مع الطفل العنيد والمشاغب سوى التعنيف والصراخ أو العقاب البدنى، لذا وجب علينا معرفة أهم الوسائل التربوية المثبتة في تقويم سلوك أبنائنا. الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية، يوضح أهم أساليب تعديل السلوك العدوانى للأطفال:

■ التعزيز الإيجابى:

إحدى القواعد الهامة في تعديل سلوك الطفل تقضى بأن التركيز على أي شىء يزيد من وجوده، أما إهمال الشىء فيضعفه، لذلك تسمى تلك الاستراتيجية التربوية بالتعزيز الإيجابى، وتقوم على التشجيع على زيادة السلوك المرغوب فيه عن طريق تشجيع الطفل ومكافأته كحافز لفعل السلوك مرة أخرى، وتمنح المكافأة أو الحافز هنا بعد فعل السلوك الجيد مباشرة، هذا يزيد من احتمالية حدوث السلوك مرة أخرى.

■ تجاهل بعض السلوكيات:

وتسمى تلك الطريقة بالتجاهل الانتقائى، فهنالك بعض السلوكيات لا تشكل خطورة على أبنائنا ولكنها تعتبر مزعجة، كسلوك الإلحاح والشكوى أو العناد، لا تقابل ذلك بالصراخ في وجه الطفل أو الدخول في معركة العناد بالمثل مع الطفل فهذا لا يزيد الأمر إلا سوءًا، تعلم ألا تنصت لطفلك ولا تصدر أي ردة فعل، فتجاهل بعض السلوكيات هنا وعدم التركيز عليها قد يضعف احتمال تكرارها مرة أخرى في المستقبل، شرط أن نستمر في اتباع هذه الطريقة لبعض الوقت دون كلل لأن النتيجة تظهر مع الوقت والاستمرارية.

■ استخدام نهج واحد في التربية:

لا يصح أبدًا أن ترفض الأم أمرًا ما فيذهب الابن للأب ليوافق عليه، فأحد الأخطاء التربوية الشائعة التي تزيد من مشكلات الطفولة عدم اتباع منهج تربوى واحد أو اتفاق الأبوين على منهج تربوى مشترك، فإذا رفضت الأم شيئا أو منعت الطفل من شىء لا يصح للأب أن يأتى به للطفل أو يفعله، وكذلك العكس فإن رفض الأب شيئا لا يجب للأم فعله للطفل دون علم الأب، فقد ثبت أن سبب سلوك الطفل المتمرد والعنيد أو رفض الطفل للاستماع لأوامر أحد الأبوين هو تنفيد أحدهما لرغباته دون الآخر.

■ علم ابنك مهارة جديدة:

الطفل المشاغب في الغالب يمتلك طاقة غير مستغلة بالشكل الأمثل، فاشتراك الطفل في نشاط واحد على الأقل يناسب عمره وقدراته يجعله يوظف طاقته بالشكل الأنسب، وهذا من شأنه أن يعزز تقدير الذات لدى الطفل فيحد من فعل السلوكيات غير المرغوبة عن طريق دعم وتقوية شعور الطفل بقيمة نفسه.

■ امنحه فرصة للتفكير:

لا تعاقب ابنك في كل مرة بشكل مباشر وفورى دون الحديث معه أولًا، دعه يشترك في وضع العقاب بطريقة طرح الأسئلة ومنحه بعض الوقت للتفكير في الإجابة.. هل تعرف أن ما فعلته خطأ؟، لماذا فعلت هذا؟، بماذا يجب أن تعاقب على ارتكاب هذا السلوك؟، ويعتمد نجاح تلك الوسيلة على مدى معرفة الوالدين بمفاتيح الطفل الخاصة، فلكل طفل طريقة خاصة قد لا تجدى نفعًا مع غيره، فبعض الأطفال قد لا يحتمل الحرمان أو الهجر العاطفى، والبعض الآخر قد لا يحتمل الحرمان من التنزه والفسحة، وهكذا.

■ احترام العلاقة الزوجية أمام الطفل:

إحدى المهارات النمائية الأساسية التي يكتسب الطفل سلوكه من خلالها في مراحل عمره الأولى وعلى وجه الخصوص السبع سنوات الأولى في حياته مهارة تسمى التقليد والمحاكاة، وهو اتجاه تربوى قد تمت مناقشته في الكثير من المحافل العلمية وهو تعلم السلوك بالقدوة، فإن أردت تعديل سلوك طفلك فاسأل نفسك أولًا ماذا يصدر منا في المنزل؟، فما يراه هو ما سيصبح عليه، إذا رأى لغة الحوار والتفاهم بين الوالدين سيتعلم ذلك بكل تأكيد، وإن رأى غير ذلك سيقوم بتقليده بكل تأكيد، فلا يصح التشاجر أو التحدث بشكل غير لائق أو المناقشة في خلافاتنا الأسرية وأن نحتد أمام الطفل.

المصدر : المصري اليوم

إغلاق