سلايد 1قصص وحكايات

قصص للأطفال: “منى” وعروستها الصامتة

قصص الأطفال قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، وقصة “منى وعروستها الصامتة” تدعو الطفل للقناعة ومساعدة المحتاجين.

هلّ العيد وامتلأت الشوارع بالباعة والبضائع من كل لون وصنف، واستعدت فاطمة للذهاب إلى محل الألعاب والهدايا مع والدتها؛ لتختار هديتها ..عروسة تتكلم، أو حجرة نوم لعروستها “سلوى” أو مكملات الأناقة من حلي وشرائط ملونة لعروستها سعاد!

لم أعرفكم بنفسي.. أنا فاطمة – عمري 12 عاماً- هوايتي المفضلة شراء كل جديد من الألعاب والعرائس، عرائسي عددها أكثر من أصابع اليد الواحدة..صاحبة الشعر الأحمر، والأصفر والأسود، من تنطق بالعربية وأخرى تتكلم الإنجليزية. وتشرب اللبن أيضاً، أمي تقول لي: “أصبحت خبيرة في شراء اللعب والعرائس يا فاطمة”

فاطمة في محل العرائس المشهور

ذهبت مع والدتي إلى محل العرائس المشهور لأنتقي هديتي، وهناك تقابلت مع كثير من الصديقات، وكانت “منى” زميلتي بالفصل بصحبتهن، أدهشتني حين رأيتها تحتضن عروسة لم أشاهد مثلها من قبل في أي من محلات العرائس؛ عروسة مصنوعة من القماش، جدائل شعرها من خيوط الصوف الأسود،و فستاناها من نفس القماش الذي ترتديه “منى”!

وما تعجبت منه ؛ أنني رأيت “منى” تتكلم مع عروستها، تحكي لها ما تشاهده من عرائس وألعاب، تسألها عما يعجبها… وهل تشعر بالجوع؟ اقتربت منها حتى أسمع عروستها تتكلم أو تجيبها… ولم أسمع شيئا!

شاهدتني “منى” وعرفت ما يدور براسي ..فأوضحت لي: ((ليس لديّ أخت تلعب معي أو تنام بجانبي، صديقاتي يقمن بزيارتي أحياناً ولكن يتركونني أحياناً كثيرة وحيدة، وأنا أشتاق لمن أتبادل معه الكلام، فأحكي مع عروستي الحكايات التي سمعتها من أمي وجدي، أو قرأتها بالقصص.. وعروستي لم تكلفني الكثير فهي من صنع أمي ، وأنا أحاول أن أخفف الحمل عن والدي حتى يدخر المال الكافي لدراستي أنا وبقية إخوتي ))

رجعت فاطمة إلى منزلها من دون أن تشتري هدية العيد، شاعرة بضيق لم تعرف له سبباً، دخلت غرفتها وأخذت تتأمل الألعاب والعرائس المتراصة على الأرفف… التي تسابقت على شرائها في كل مناسبة، وقد تتفاخر بها أحيانا وسط صديقاتها وزملاء مدرستها

عرائس ولعب من القماش

وبعد أيام قليلة أخبرت فاطمة والدتها بأنها تريد التبرع وتوزيع جزء من لعبها وعرائسها لمن يحتاج، وأن تكتفي بالقليل منها لنفسها، وتتشارك الفرحة مع الآخرين، وبطبيعة الحال وافقت الأم ورحبت

وبعدها رجعت فاطمة لطبيعتها الحلوة الفرحة المرحة ، خاصة بعدما نفذت فكرتها وأدخلت السرور على كثيرات محتاجات غيرها

إغلاق